الروح القدس مدرسة الايمان

المسيحية هي نمو، فالإنجيل كله يعلمنا إياه. ولاتحصى الأمثال التي تركز على هذه الناحية: الزارع والزرع، والحبة، والخمير في العجين. كل الحياة في الله التي تمنح دفعة واحدة في المعمودية.
ولا يتوقف النمو على التربة وظروف الحياة الطارئة فحسب، بل أيضاً على من ألقيت فيه بذرة هذه الحياة. قد يتوقف هذا النمو وينحرف ويختنق، كما أنه قد يتجدد ويتجاوب مع ما تعد به البذرة.
وعندما يعي المسيحي أن الحياة الإلهية التي يشركه فيها الله يجب أن تكون بالطبع نمواً، إذ ذاك يمر بمرحلتين:
الأولى، وتكون أكثر طولاً أو أقل، وبما أن على مسيحيته أن تنمو فإنه يحدد لهذا النمو غاية يدعوها بوجه إجمالي مبهم: القداسة، وهو على يقين من أنه لن يبلغها بقواه الذاتية. في هذه المرحلة الأولى يركز على الأعمال، وبكثير من السخاء، تاركاً نعمة الله في المرتبة الدنيا.
حينئذ يبلغ المرحلة الثانية وفيها يكتشف بفرح أنه خاطئ نال الخلاص، إذا سلم بحقيقة كونه خاطئاً، من غير أن يستسلم لهذا الواقع.
أخيراً، تلتقي البشرية محبة الله وتقبلها بقدر ما يحيا المسيحيون حياتهم اليومية، محبين أخوتهم، كل أخوتهم، حباً لا يقتصر على الكلام.
لن ينمو اليوم إيمان المسيحي ما لم يتجسد في مجمل حياته وفي مجمل حياة الآخرين، وهذا الإيمان بنموه يؤدي الشهادة.